الخميس، 5 سبتمبر 2019

لذة الوهم بقلم الاستاذ الدكتور احمد الغزي ..


لذة الوهم
-----*- بقلمي


في ليلةٍ آلاؤها متبسِّمةْ
خفقَ الرنينُ بهاتفي المكسالِ
وانثالَ الكلامُ الغضُّ في أذنيهِ
يغمرُ ليلتي المترنِّمةْ
- أهلاً .. مساءَ الخيرِ .. مَن ؟
قالتْ بدونِ تحي
- أنا مغرمة ..ْ
قلبي يراوده ُالشذى في مقلتيكَ
يثيرهُ حدَّ الظما فادنُ إليهِ ليلثمَهْ

أنا مغرمة ..ْ
بكَ أنتَ وحدَكَ
لا سواكَ متيمةْ
وبكَ ابتدى قلبي يمدُّ جناحَهُ
شوقاً لآفاقِ الحياةِ المفعمة ْ
أرأيتَ كيف يذوبُ
شمعُ الانتظارِ
وتزدري إيقاعَهُ ريحُ الليالي المظلمةْ؟

أنا مغرمة ..ْ
التينُ والزيتونُ
والنغمُ الزلالُ بمقلتيكَ
يشدُّ وجداني إليكَ
فجئتُ أحملُ لهفةَ الأنثى
وظلَّ صبابةٍ
أرخت جناحيها
إليكَ مسلِّمةْ
خذني إليك ..ْ
لكَ أنتَ
مذ أخذتْ رياحُ الحبِ
تلسعُ رملَ وجداني
فتحتُ نوافذَ القلبِ المطلِّ على هواكَ
فكنتَ أولَ خفقةٍ خضراء َ
توقدُ جمرَها بدمي
يَبُلُّ يبابَ أيامي
توهجُها اللذيذُ
يضيئُ أفقَ مباهجي
فأرى رفيفَ الأمنياتِ الثَّرَ في عينيكَ
يحشدُ أنجُمَهْ

خذني إليكَ ..
تنهَّدتْ كسحابةٍ ظمأى
فحركتِ الرمالَ النائماتِ
وأنطقتْ
أوتارَ قلبٍ
عضَّهُ إفكُ الهوى
حتى ذوتْ أنغامُهُ متوجِّمةْ
خذني إليك َ
ولم تَزِدْ
غابت بصمتٍ اللحظةِ الأسنى
خبا ضوءُ الهديلِ الثرِّ
وانقطعَ الكلامْ
ماذا جرى ؟
فقدَ الأثيرُ حرارةَ الإيقاعِ
نبضَ الاتصالِ الباسقِ الأنداءِ
وارتفعتْ
حرارةُ لهفتي المتوسِّمة ْ

لملمتُ لؤلؤَ دهشتي المنثورَ
جففتُ اضطرابَ توازني
وأعدتُ ربطَ الإتصالِ
تُحفُّني
هالاتُ أخيلةِ المساءِ الملهِمة ْ

- قالت : ألــــــــــــــــــــــــووو
أهلاً .. مساءَ الخيرِ ..
مَن ؟
- هذا أنا ..
- أواه ..
عفواً سيدي ..
أخطأتُ في الرقمِ الذي أرجوهُ
معذرةً . . أنا متوهِّمةْ
غِيضتْ ملامحُ ليلتي
جفَّ الشذى في هاتفي .. حدَّ الذبولِ
وفاحَ كالكبريتِ من حولي
صدى أنداءِ
أخيلةِ الهوى المترنِّمةْ
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏هاتف‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق