عراف البحر
------ بقلمي....
أيَّها الآتونَ من دمعِ المرايا
من مزاميرِ المنايا
من تناهيدِ اليتامى
من ذبولِ البسمةِ الأغلى
على ثغرِ الصبايا
من هتافِ البؤسِ
والبارودِ
من إفكِ النوايا
من تلظِّي لهفةِ الجوعى
إلى كسرةِ الخبزِ
وأحلامِ العشايا
كيفَ جئتم في أتونِ الريحِ
في لغوِ الأنا الفضِّ كأوراقِ النفايا؟
كيفَ صرتم
فوقَ صدرِ الأرضِ
أثداءَ شظايا؟
ونواعيرَ فناءٍ وهراءٍ
وشعاراتٍ بلا معنى
و أسرابَ خَطَايا؟
كيفَ بِعتُم لغبارِ الوهمِ واللاهوتِ
ناموسَ السجايا ؟
وزرعتم في عروقِ الأرضِ والإنسانِ
نجوى شهوةِ الدودِ
وأحلامَ البغايا ؟
وعبرتم فوقَ أشلاءِ الضَّحايا؟
هذهِ الأرضُ التي تشقى بكم
لن تنطفي آلاؤها
لن يمتطي إنسانُها
برقَ الرَّزايا
سوفَ تبقى نغمةً خضراءَ
في ثغرِ الدوالي
وكتاباً باسقَ الضوءِ
وإكليلَ حكايا
لم يزل حيَّاً ضحى عِفَّتِها
ثَرَّ الشذى
لمَّا يزلْ ملأَ الحنايا
ذاتَ يومٍ سوفَ يصحو دمُها
في كلِّ عرقٍ
كلٌِ وجدانٍ ربيعيِّ الرؤى
في كلِّ حرفٍ من حروفِ الضوءِ
في كلِّ المرايا
هكذا حدَّثني البحرُ وحزنُ الكائناتْ
سوف يأتي
من جهامِ الوردِ
من بؤسِ الزوايا
من أواني الجوعِ
من كلِّ جراحٍ في الحنايا
سوف يأتي ذات يومٍ
من أنينِ النسوةِ الثكلى
ومَن ناموا على أرصفةِ الجمرِ عرايا
سوف يأتي
إنَّــــــــهُ وعدٌ لهُ تعنو المطايا
سوف يأتي
هل عسيتم يومَ يأتي
أن يعيدَ البحرُ تشكيلَ الحصى والرملِ
لا يُبقي لإفكِ الريح
في الأرض بقايا ؟
هل عسيتم يوم يأتي
كيف يصحو غضبُ الأرضِ
ويُزري بالدجى
فجرُ الرعايا ؟
سوف يأتي
إنَّـــــــــهُ
وعدُ المرايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق